[center][b][size=25]حسرة
أمية بن أبى الصلت الثقفى
وهذا ...أميةبن أبى الصلت الثقفى ، ساررحلة طويلة مع أبى سفيان يقرأ الإنجيل، ويجلس مع النصارى يصفون له النبى المنتظر ، ويذهب إلى بيوتهم كما وصف أبو سفيان فى حديثه المفصل عن رحلته معه للتجارة فى الشام ، وهو فى وجوم وهموم وحزن شديد ، ويقص له حديث النصارى عن نبى آخر الزمان .
ثم يقول أبو سفيان عن استكمال حديثه مع أمية بن أبى الصلت :
فضرب الدهر ضربة ، فأوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجت فى ركب من قريش أريد اليمن فى تجارة فمررت بأمية فقلت له كالمستهزئ به " يا أمية قد خرج النبى الذى كنت تنعته .
قال أمية : أما إنه حق فاتبعه .
قلت : وما يمنعك من اتباعه ؟
قال : ما يمنعنى إلا الإستحياء من نساء ثقيف ، إنى كنت أحدثهن أنى هو ثم يريننى تابعا لغلام من عبد مناف .
وقد قيل عن أمية بن أبى الصلت أنه من نزلت فيه الآية من قول الله تعالى :
( واتل عليهم نبأ الذى آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ) الأعراف 175
أتاه الله العلم ، ولكن اتبع خطوات الشيطان فكان من الغاوين ، لقد اعترف أمية بن أبى الصلت بالرسول والرسالة ولكنه مات كافرا متنكرا للإسلام حسدا من أنه كان يظن ويتمنى أن تأتيه الرسالة ، وخجلامن بنو ثقيف إذكان يشيع بينهم أنه النبى المنتظر ، ولم يكن هو .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه :
" إن أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد :
ألا كل شئ ما خلا الله باطل ***** وكاد أمية بن أبى الصلت أن يسلم ."
***********************
بحيرا الراهب
قال بن إسحاق:
خرج أبو طالب فى ركب تاجرا إلى الشام ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حينذاك بن اثنتى عشرة عاما ، فلما نزل الركب بصرى من ارض الشام وبها راهب يقال له: بحيرا فى صومعه له ، وكان إليه علم اهل النصرانية ، ولم يزل فى تلك الصومعة منذ قط راهب فيها إليه يصيرعلمهم عن كتاب - فيما يزعمون- يتوارثونه كابرا عن كابر.
فلما نزلوا ذلك العام ببحيرا قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا وذلك عن شىء رآه وهو فى صومعته ، وقالوا انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الركب حتى أقبل وغمامه تظله من بين القوم ، ثم أقبلوا فنزلوا فى ظل شجرة قريبا منه فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة ، وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها.
فلما رأى بحيرا ذلك نزل من صومعته وأمر بطعام فصنع ثم أرسل إليهم ليطعمهم.
قال أحدهم : والله يا بحيرا إن لك لشأنا اليوم ، ماكنت تصنع هذا بنا وقد كنا نمر بك كثيرا فما شانك اليوم؟
قال بحيرا : لا يتخلفن أحد منكم عن طعامى.
قالوا: يا بحيرا ما تخلف أحد إلا غلام وهو أحدثنا سنا فتخلف فى رحالنا.
قال: دعوه فليحضر هذا الطعام معكم.
فلما حضر ورآه بحيرا جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده من صفته ، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا قام إليه بحيرا وقال له : ياغلام أسألك بحق اللات والعزى الا أخبرتنى عما أسألك عنه – وإنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له: لا تسألنى باللات والعزى شيئا فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضها.
فقال له بحيرا: فبالله ألا ما أخبرتنى عما أسألك عنه؟
فقال له : سلنى عما بدا لك.
فجعل يسأله عن أشياء من حاله ومن نومه ومن هيئته وأموره فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه موضعه من صفته التى عنده.
فلما فرغ أقبل على عمه أبى طالب فقال: ما هذا الغلام منك ؟ قال إبنى.
قال بحيرا : ماهو بإبنك وما ينبغى لهذا الغلام ان يكون أبوه حيا.
قال : فإنه ابن اخى.
قال : فما فعل أبوه.؟ قال : مات وأمه حبلى به. قال: صدقت ارجع بإبن أخيك إلى بلده واحذر عليه اليهود ، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا فإنه كائن لإبن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده.فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة
حين فرغ من تجارته بالشام
********************
سبأ بن يشخب
يشدو بمجئ الرسول [size=9]صلى الله عليه وسلمقال ابن اسحاق: ــ وهو أحد علماء النسب ــ أن سبأ هو عبد شمس بن يشخب بن يعرب بن قحطان
وقالوا: هو أول من سبى من العرب فسمى سبأ لذلك ، وكان يقال له الرائش لأنه كان يعطى الناس الأموال من متاعه وهو أول من تتوج – وكان مسلما.
قال الله تعالى : ( لقد كان لسبأ فى مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبه ورب غفور. فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتى اكل خمط واثل وشىء من سدر قليل .) سبأ 15-17
كان لسبأ شعر بشر فيه بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه :
سيملك بعدنا ملكا عظيما نبى لا يرخص فى الحرام.
ويملك بعده منهم ملوك يدنيون العباد بغير ذام.
ويملك بعدهم منا ملوك يصير الملك فينا بإقتسام.
ويملك بعد قحطان نبى تقى جبينه خير الأنام.
يسمى أحمدا ياليت أنى أعمر بعد مبعثه بعام.
فأعضده وأحبوه بنصرى بكل مدجج وبكل رام.
متى يظهر فكونوا ناصريه ومن يلقاه يبلغه سلامى.
حكاه ابن دحية فى كتابه ( التنوير فى مولد البشير النذير)
قال بن العباس : إن رجلا سأل النبى صلى الله عليه وسلم عن سبأ: ماهو أرجل أم إمرأة أم أرض؟ قال : بل هو رجل ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة وبالشام منهم أربعة. فأما اليمانيون : فمذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير. وأما الشامية : فلخم وجزام وعاملة وغسان . ( رواه أحمد ).
وورد بتفسير عن إبن كثير : أن المقصود أن سبأ يجمع هذه القبائل كلها وقد كان فيهم التابعة بأرض اليمن واحدهم تبع وكان لملوكهم تيجان ، وكانت العرب تسمى كل من ملك اليمن وحضر موت : تبعا مثلما كانوا يسمون من ملك الشام مع الجزيرة: قيصر، ومن ملك الفرس: كسرى ، ومن ملك مصر: فرعون، ومن ملك الحبشة: النجاشى ، ومن ملك الهند : بطليموس . ومن جملة ملوك حمير بأرض اليمن الملكة بلقيس . وقد كانوا فى غبطة عظيمة وأرزاق دارة و ثمار وزروع كثيرة وكانوا على طريق الإستقامة فلما بدلوا نعمة الله وعبدوا الشمس وكفروا فى زمن بلقيس وقبلها فى زمن سليمان أرسل الله عليهم سيل دمر بلدهم.تسمى سيل العرم .
ونزلت طوائف منهم الحجاز ومنهم خزاعة بمكة ونزلت عندهم بالمدينة المنورة ثلاث قبائل من اليهود وهم بنو قينقاع وبنو قريظة وبنو النضير الذين حالفوا الأوس والخزرج وأقاموا عندهم.
ونزلت طائفة من قوم سبأ الشام وتنصروا فيما بعد
***************************
[center]شق وسطيح
ينبئان بقدوم رسول الله
ورد فيهما :هما كاهنان ورثا الكهانة عن طريفة بنت الخير الحميرية من قبائل اليمن وكانت كاهنة ، إذ تفلت فى فم كل منهما عند ولادتهما يوم أن ماتت ، وقيل أنهم ولدا فى يوم واحد .فأما سطيح : فاسمه ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عدى بن مازن غسان ، وكان لا أعضاء له ولا عظم ، وإنما كان مثل السطحية ووجهه فى صدره ، وكان إذا غضب انتفخ وجلس ، ولد فى زمن سيل العرم ، وعاش إلى ملك ذى نواس نحو من ثلاثين قرنا وقيل 500 سنة وقيل 700 سنة وكان مسكنه البحرينوأما شق : فهو ابن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك بن قيس بن عبقر بن أنمار بن نزار ، وكان شق إنسان .كان ربيعة بن نصر ملك اليمن من التبابعة ، فرأى رؤيا هايلة هالته وفظع بها ، ولم يترك كاهنا ولا ساحرا ولا منجما من أهل مملكته إلا سأله تأويلها فقال: إن أخبرتكم بها لم أطمئن إلى خبركم بتأويلها لأنه لا يعرف تأويلها إلا من عرفها من قبل أن أخبره بها. فقال: أحدهم إن أردت ذلك فأرسل إلى شق وسطيح.حضره سطيح قبل شق ، فقال له الملك: إنى قد رأيت رؤيا هالتنى فأخبرنى بها فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها .فقال سطيح : إنك رأيت حممة خرجت من ظلمة فوقعت بأرض تهمه فأكلت منها كل ذات جمحمة.قال الملك: ما أخطأت منها شيئا فما عندك فى تأويلها ؟قال سطيح: لتهبط أرضكم الحبش فليملكن ما بين أبين إلى جرش.فقال الملك: ياسطيح إن هذا لنا لغائط موجع فمتى هو كائن؟ أفى زمانى أم بعده؟قال سطيح: لا وأبيك بل بعده بحين أكثر من ستين أو سبعين يمضين من السنين.قال الملك: أفيدوم ذلك من سلطانهم أو ينقطع؟قال سطيح: بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين ثم يقتلون ويخرجون منها هاربين.قال الملك: ومن يلى ذلك من قتلهم وإخراجهم؟قال سطيح: يليهم أرم ذى يزن يخرج عليهم من عدن فلا يترك منهم أحدا.قال الملك: أفيدوم ذلك من سلطانه أم ينقطع؟قال سطيح: بل ينقطع.قال الملك: ومن يقطعه؟قال سطيح: نبى زكى يأتيه الوحى من قبل العلى.قال الملك: وممن هذا النبى؟قال سطيح: رجل من ولد غالب بن فهد بن مالك بن النضر يكون الملك فى قومه إلى آخر الدهر.قال الملك: وهل للدهر من آخر؟قال سطيح: نعم يوم يجمع فيه الأولون والآخرون يسعد فيه المحسنون ويشقى فيه المسيئون.قال الملك: أحق ما تخبرنى؟قال سطيح: نعم والشفق والغسق والفلق إذا اتسق إن ما أنبأتك به لحق.وقال سطيح: ليخرجن من ذا البلد ، بن مهتد يهدى إلى الرشد ، يرفض يغوث والفند ، يبرأ من عباده الضدد ، يعبد ربا انفرد. ثم يتوفاه الله بخير دار محمودا. من الأرض مفقودا ، وفى السماء مشهودا . ثم يلى أمره الصديق إذا قضى صدق وفى رد الحقوق لا خرق ولا نزق ثم يلى امره الحنيف مجرب غطريف قد اضاف المضيف واحكم التحنيف.ثم ذكر عثمان ومقتله وما يكون بعد ذلك من ايام بنى امين ثم بن العباس وما بعد من الفتن والملاحم.ثم قدم شق فقال الملك له يشكو الرؤيا الهائله المخيفة ، وقال له مثل ما قال لسطيح وكتمه حديثه مع سطيح لينظر أيتفقان أم يختلفان.قال الملك: إنى قد رأيت رؤيا هالتنى فأخبرنى بها فإنك إن أصبتها ، أصبت تأويلها.قال شق: إنك رأيت حممة خرجت من ظلمة فوقعت بين روضة وأكمة فأكلت منها كل ذات نسمة.قال الملك: ما أخطأت يا شق منها شيئا فما عندك فى تأويلها؟قال شق : أحلف بما بين الحرتين من إنسان لينزلن أرضكم السودان فليغلبن على كل طفلة البنان وليملكن ما بين اليمن إلى نجران.قال الملك: وأبيك ياشق إن هذا لنا لغائظ موجع فمتى هو كائن؟ أفى زمانى أم بعده؟قال شق: لا بل بعده بزمان ثم يستنقذكم منهم عظيم ذو شأن ويذيقهم أشد الهوان.قال الملك: ومن هذا العظيم الشأن؟قال شق: غلام ليس بدنى ولا مدن ( لا بعيد ولا قريب ) يخرج عليهم من بيت ذى يزن.قال الملك : أفيدوم سلطانه أم ينقطع؟قال شق: بل ينقطع برسول مرسل يأتى بالحق والعدل من أهل الدين والفضل يكون الملك فى قومه إلى يوم الفصل.قال الملك: وما يوم الفصل؟قال شق: يوم يجزى فيه الويلات يدعى فيه من السماء بدعوات تسمع منها الأحياء والأموات ويجمع الناس فيه للميقات يكون فيه لمن إتقى الفوز والخيرات.قال الملك: أحق ما تقول؟قال شق: إى ورب السماء والأرض وما بينهما من رفع وخفض إن ما انبأتك به لحق ما فيه أمض.قال بن اسحاق: فوقع فى نفس ربيعة بن نصر ما قال له سطيح وشق فجهز بنيه وأهل بيته إلى العراق ، وسكنوا الحيرة.ومن بقية ولد ربيعة بن نصر النعمان بن المنذر الذى كان نائبا على الحيرة لملوك الأكاسرة *************************** زيد بن عمروبن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرظ بن رزاح بن عدى بن كعب بن لؤى القرشى العدوى .
وكان الخطاب والد عمر بن الخطاب عمه ، وأخاه لأمه لأن عمرو بن نفيل كان قد تزوج إمرأة أبيه فى الجاهلية وكان لها من نفيل أخوة أخوة الخطاب .كان يرى زيدا مسندا ظهره إلى الكعبة يقول :" يامعشر قريش والذى نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيرى ، اللهم إنى لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به ، ولكنى لا أعلم " ثم يسجد على راحلته . وأمه أمية بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأخته زينب بنت جحش التى تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد مولاه زيد بن حارثة .أعتزل الأوثان وفارق الديان من اليهود والنصارى والملل كلها إلا دين الحنيفية ، دين إبراهيم عليه السلام ، يوحد لله ولا يأكل الذبائح التى يذكر عليها غير الله .وكان يقول إنه خرج إلى الشام يلتمس الكتاب الأول دين إبراهيم ويسأل عنه وجال فى الشام حتى أتى راهبا ببيعة من أرض البلقاء كان ينتهى إليه علم النصرانية ، فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم ؟فقال له الراهب : إنك لتسأل عن دين ما أنت بواجد من يحملك عليه اليوم ، لقد درس من علمه وذهب من كان يعرفه ولكنه قد أظل خروج نبى ، وهذا زمانه .فخرج سريعا يريد مكة حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه .وقد ذكر شأنه للنبى صلى الله عليه وسلم فقال " هو أمة وحده يوم القيامة " .وقال الوافدى : حدثنى على بن عيسى الحكمى عن أبيه عن عامر بن ربيعة قال : سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول : [ أنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل ثم من بنى عبد المطلب ، ولا أرانى أدركه وأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه نبى ، فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه منى السلام ، وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك ].قلت : هلم .قال : [ هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير ، ولا بكثير الشعر ولا بقليله ، وليست تفارق عينه حمرة ، وخاتم النبوة بين كتفيه ، واسمه أحمد وهذا البلد مولده ومبعثه ، ثم يخرجه قومه منها ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب فيظهر أمره .فإياك أن تخذع عنه فإنى طفت البلاد كلها أطلب دين إبراهيم ، فكان من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقولون هذا الدين وراءك وينعتونه مثل ما نعته لك ، ويقولون لم يبق نبى غيره .]قال عامر بن ربيعة : فلما أسلمت أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم قول زيد بن عمرو وأقرأته منه السلام ، فرد عليه السلام وترحم عليه ، وقال " لقد رلأيته فى الجنة يسحب ذيولا *****************************
ماذا قال سلمان الفارسى ؟
عن ابن عباس رضى الله عنه قال : حدثنى سلمان الفارسى قال : كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان ، من أهل قرية منها يقال لها جىّ، وكان أبى دهقانها. وكنت أحب خلق الله إليه ، فلم يزل بى حبه إياى حتى حبسنى فى بيته كما تحبس الجارية ، فاجتهدت فى المجوسية حتى كنت قاطن النار الذى يوقدها لا يتركها تخبوا ساعة .وكانت لأبى ضيعة عظيمة ، فشغل فى بنيان له يوما ، فقال لى : يابنى ! إنى قد شغلت فى بنيانى هذا اليوم عن ضيعتى ، فإذهب فأطلعها ، وأمرنى ببعض ما يريد . فخرجت ثم قال : لا تحتبس علىََ ، فإنك إن حبست على كنت أهم إلى من ضيعتى ، وشغلتنى عن كل شىء من أمرى . فخرجت أريد ضيعته ، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون ، وكنت لا أدرى ما أمر الناس بحبس أبى إياى فى بيته ، فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم دخلت إليهم أنظر ما يصنعون ، فلما رأيتهم أعجبتنى صلواتهم ورغبت فى أمرهم وقلت : هذا والله خير من الدين الذى نحن عليه ، فوالله ما تركتهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة ابى ولم آتها .فقلت لهم : أين أصل هذا الدين؟ قالوا : بالشام . قال: ثم رجعت إلى أبى وقد بعث فى طلبى وشغلته عن عمله كله ، فلما جئته قال: أى بنى ! أين كنت ؟ ألم أكن اعهد إليك ما عهدت ؟ قلت : يا أبه! مررت يصلون فى كنيسة لهم ، فأعجبنى ما رأيت من دينهم ، فوالله مازلت عندهم حتى غربت الشمس. وقال : أى بنى ! ليس فى ذلك الدين خير ، دينك ودين آبائك خير منه. قلت : كلا والله إنه لخير من ديننا . قال : فخافنى ، فجعل فى رجلى قيدا ، ثم حبسنى فى بيته.قال : وبعثت إلى النصارى فقلت : إذا قدم عليك ركب من الشام تجار من النصارى ، فأخبرونى بهم فقلت : إذا قضوا حوائجهم ، وأرادوا الرجعة ، فأخبرونى. قال : ففعلوا. فألقيت الحديد من رجلى ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام. فلما قدمتها قلت : من أفضل من أهل هذا الدين ؟ قالوا : الأسف فى الكنيسة. فجئته ، فقلت : إنى قد رغبت فى هذا الدين وأحببت أن أكون معك أخدمك فى كنيستك ، وأتعلم منك وأصلى معك. قال : فادخل ، فدخلت معه ، فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها ، فإذا جمعوا إليه منها شيئا ، إكتنزه لنفسه ، ولم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق فأبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع.ثم مات فإجتمعت إليه النصارى ليدفنوه ، فقلت لهم : إن هذا رجل سوء ، يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها ، فإذا جئتم بها ، كنزها لنفسه ولم يعط المساكين ، وأديتهم موضع كنزه سبع قلال مملوءة ، فلما رأوها قالوا : والله لا ندفنه أبدا ، فصلبوه ثم رموه بالحجارة .ثم جاءوا برجل جعلوه مكانه فما رأيت رجلا – يعنى يصلى الخمس– أرى أنه أفضل منه ، أزهد فى الدنيا ، ولا أرغب في الآخرة ولا أدأب ليلا ونهارا ، ما أعلمنى احببت شيئا قط قبل حبه ، فلم أزل معه حتى حضرته الوفاة فقلت : يافلان قد حضرك ما ترى من أمر الله ، وإنى والله ما أحببت شيئا قط قبل حبك ، فماذا تأمرنى وإلى من توصينى ؟ قال لى : يابنى والله ما أعلمه إلا رجلا بالموصل فائته ، فإنك ستجده على مثل حالى.فلما مات وغيب لحقت بالموصل فأتيت صاحبها ، فوجدته على مثل حاله من الإجتهاد والزهد. فقلت له : إن فلانا أوصانى إليك أن آتيك وأكون معك.قال: فأقم أى بنى. فأقمت عنده على مثل أمر صاحبه حتى حضرته الوفاة. فقلت له :إن فلانا أوصى بى إليك وقد حضرك من أمر الله ما ترى ، فإلى من توصى بى ؟ وماتأمرنىبه ؟ قال : والله ما أعلم ، أى بنى إلا رجلا بنصيبين . فلما دفناه لحقت بالآخر ، فأقمت عنده على مثل حالهم حتى حضره الموت ، فأوصى بى إلى رجل من أهل عمورية بالروم ، فأتيته فوجدته على مثل حالهم ، واكتسبت حتى كانت لى غنيمة وبقيرات .ثم احتضر فكلمته إلى من يوصى بى ؟ قال أى بنى ؟والله ما أعلمك بقى أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه ، ولكن قد أظلك زمان نبى يبعث من الحرم ، مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل ، وأن فيه علامات لا تخفى ، بين كتفيه خاتم النبوة ، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، فإن استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل ، فإنه قد أظلك زمانه.فلماواريناه أقمت حتى مر بى رجال من تجار العرب من كلب ، فقلت لهم : تحملونى إلى أرض العرب وأعطيكم غنيمتىوبقراتى هذه ؟قالوا : نعم فأعطيتهم إياها وحملونى ، حتى إذا جاءوا بى وادى القرى ، ظلمونى فباعونى عبدا من رجل يهودى بوادى القرى ، فوالله لقد رأيت النخل وطمعت أن يكون البلد الذى نعت لى صاحبى .وما عندى حتى قدم رجل من بنى قريظة بوادى القرى فابتاعنى من صاحبى ، فخرج بى حتى قدمنا المدينة ، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفت نعتها .فأقمت فى رقى ، وبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم بمكة ، لايذكر لى شئ من أمره مع ما أنا فيه من الرق ، حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء وأنا أعمل لصاحبى فى نخلة له ، فوالله إنى لفيها إذ جاءه ابن عم له فقال :يا فلان ، قاتل الله بنى قيلة ، والله إنهم الآن لفى قباء مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبى .فوالله ما هو إلا أن سمعتها فأخذتنى العرواء ـ يقول الرعدة ـ حتى ظننت لأسقطن على صاحبى .ونزلت أقول : ما هذا الخبر ؟ فرفع مولاى يده فلكمنى لكمة شديدة وقال : مالك وهذا ، أقبل على عملك فقلت : لاشئ ، إنما سمعت خبرا فأحببت أن أعلمه .فلما أمسيت ، وكان عندى شئ من طعام ، فحملته وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليهوسلم وهو بقباء فقلت له : بلغنى أنك رجل صالح ، وأن معك أصحابا لك غرباء ، وقد كان عندى شئ من الصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد ، فهاك هذا ، فكل منه .قال : فأمسك ، وقال لأصحابه : كلوا فقلت فى نفسى : هذه خلة مما وصف لى صاحبى .ثم رجعت ، وتحول رسول الله إلى المدينة، فجمعت شيئا كان عندى ثم جئته به فقلت : إنى قد رأيتك لا تأكل الصدقة ، وهذه هدية . فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكل أصحابه ، فقلت هذه خلتان .ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتبع جنازة وعلىّشملتان لى وهو فى أصحابه ، فاستدرت أنظر إلى ظهره حتى أرى الخاتم الذى وصف .فلما رآنى استدبرته عرف أنى أستثبت فى شئ وصف لى فألقى رداءه عن ظهره ، فنظرت إلى الخاتم فعرفته ، فانكببت عليه أقبله وأبكى .فقال لى : تحول .فتحولت فقصصت عليه حديثى كما حدثتك ياابن عباس ، فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذلك أصحابه .فهذا الرحالة سلمان الفارسى كشف عن نبوءات اليهود والنصارى وهو يتنقل معهم بقدوم رسول البشرية وكشف عن علامات نبوته صلى الله عليه وسلم بنفسه حتى استيقنتها نفسه وعرضها على الصحابة وعلينا اليوم .رحم الله تلك النفس النقية الباحثة عن الحقيقة ************************
وهذا قس ابن ساعدة الإيادىروى الحافظ أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطى فى كتاب ( هواتف الجان )،وكذا روى الطبرانى فى كتابه ( المعجم الكبير )، وكذا أورد الحافظ البيهقى فى كتابه ( دلائل النبوة )،ما يلى :سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد إياد لما قدم على النبى صلى الله عليه وسلم عن القس بن ساعدة الإيادى فقالوا : كان القس يا رسول الله سبط من أسباط العرب ، عمّر ستمائة سنة ، كان يلبس الأمساح ، ويفوق السياح ، ولا يفتر من رهبانيته ، وصار واحدا تضرب بحكمته الأمثال وتكشف به الأهوال ، أدرك رأس الحواريين سمعان ، وهو أول رجل تأله من العرب ووحد ، وأقر وتعبد ، وأيقن بالبعث وحذر سوء المآب ، وأمر بالعمل قبل الفوت ، ووعظ بالموت ، وسلم بالقضاء على السخط ، والرضا وزار القبور ، وذكر النشور ، وفكر فى الأقدار ، وأنبأ عن السماء والنماء ، وذكر النجوم وكشف الماء ووصف البحار ، وعرف الآثار ، وخطب راكبا ووعظ دائبا ، وحذر من الكرب ومن شدة الغضب ، وشوق إلى الحقيقة ، ودعا إلى اللآهوتية .وكان يقول : أيها الناس إن لله دينا هو أحب إليه من دينكم هذا الذى أنتم عليه ، وهذا زمانه وأوانه . ثم قال : مالى أرى الناس يذهبون فلا يرجعون ، أرضوا بالمقام فأقاموا ، أم تركوا فناموا ؟ قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رحم الله قسا أما إنه سيبعث يوم القيامة أمة وحده " .وفى رواية أن قس ساعدة الإيادى قال : ( ظهر النور ، وبطل الزور ، وبعث الله محمدا بالحبور ، صاحب النجيب الأحمر ، والتاج والمغفر ، والوجه الأزهر ، والحاجب الأقمر ، والطرف الأحور ، صاحب قول شهادة أن لاإله إلا الله ، وذلك محمد المبعوث إلى الأسود والأبيض ، أهل المدر والوبر . ************************
أبو بكر الصديق رضى الله عنهقال ابن عباس فى رواية عطاء : صحب أبو بكر الصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانى عشرة ، والرسول صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة ، وهم يريدون الشام فى التجارة ، فنزلوا منزلا فيه سدرة ، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ظلها ، ومضى أبو بكر رضى الله عنه إلى راهب هناك يسأله عن الدين ، فقال له الراهب : من الرجل الذى فى ظل السدرة ؟فقال : ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب . فقال : هذا والله نبى ، وما استظل تحتها أحد بعد عيسى بن مريم إلا محمد نبى الله .فوقع فى قلب أبو بكر اليقين والتصديق ، وكان لا يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أسفاره وحضوره .فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة وأبو بكر إبن ثمان وثلاثين سنة أسلم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .فلما بلغ أربعين سنة قال وأخبر الله بقوله فى القرآن الكريم : ( رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت علىّ) الأحقاف 15.وقال القاضى عياض َcolor=blue]أحمد الذى أتى فى الكتب وبشرت به الأنبياء فمنع الله بحكمته أن يسمى به أحد غيره ولا يدعى به مدعو قبله ، حتى لايدخل لبس على ضعيف القلب أو شك .وكذلك محمد لم يسم به أحد من العرب ولا غيرهم إلى أن شاع قبل وجوده وميلاده أن نبيا يبعث اسمه محمد ، فسمى قوم قليل من العرب أبناءهم بذلك رجاء أن يكون أحدهم هو .وهذا قوله تعالى : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) .] . ******************************
عيسى عليه السلام يبشر قومه بقدوم رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وذاك نبى الله عيسى عليه السلام يبشره ربه بمقدم محمد صلى الله عليه وسلم{عندما سأله : يا رب وما طوبى ؟ قال له تعالى: ( غرس شجرة أنا غرستها بيدى فهى للجنان كلها أصلها من رضوان وماؤها من تسنيم وبردها برد الكافور وطعمها طعم الزنجبيل وريحها ريح المسك من شرب من شربة لم يظمأ بعدها أبدا ). قال عيسى : اسقنى منها .قال تعالى : ( حرام على النبيين أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبى لا، وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتى يشرب منها أمة ذلك النبى ). وقال: يا عيسى أرفعك إلىّ ؟قال : رب ولم ترفعنى ؟قال : ( أرفعك ثم أهبطك فى آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبى العجائب ولتعينهم على قتال اللعين الدجال ، أهبطك فى وقت صلاة ثم لا تصلى بهم لأنها مرحومة ولا نبى بعد نبيهم ).قال هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه : أن عيسى قال : يا رب أنبئنى عن هذه الأمة المرحومة ؟ قال : أمة أحمد هم علماء حكماء ، كأنهم أنبياء يرضون منى بالقليل من العطاء وأرضى منهم باليسير من العمل وأدخلهم الجنة بلا إله إلا الله ، يا عيسى ، هم أكثر سكان الجنة لأنه لم تذل ألسن قوم بلا إله إلا الله كما ذلت ألسنتهم ، ولم تذل رقاب قوم قط بالسجود كما ذلت به رقابهم } رواه ابن عساكر .قال تعالى: ( وإذ قال عيسى ابن مريم يابنى إسرائيل إنى رسول الله إليكم . مصدقا لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد . فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ) الصف 6هذا: عيسى ابن مريم عليه السلام خاتم أنبياء بنى إسرائيل ،قام فيهم خطيبا يبشرهم بخاتم الأنبياء جميعا والآتى من بعده ، وأشار إلى اسمه ، وذكر لهم صفته ليعرفوه ويتابعوه إذا شاهدوه ، ليقيم عليهم الحجة وإحسانا من الله إليهم ن ولكنهم كذبوه وقالو ساحر كذابوقيل أن الضمير عائد على عيسى عليه السلام أو محمد صلى الله عليه وسلم ن وفى كلتا الحالتين فإنه تعالى يقول :( ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام . والله لا يهدى القوم الظالمين .يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )الصف 7،8 ***************************
قول آمنة بنت وهب والدة رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وقول أم عبد الرحمن بن عوف قابلة رسول الله
وعثمان بن أبى العاص
وما وقع من الآيات ليلة مولده
صلى الله عليه وسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
تزوج عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب ، أشرف قبيله من قريش ،وتوسمت نورا بين عينيه ، وحملت آمنة وتوفى عبد الله عند أخواله وهو بن خمس وعشرون السنة.وقال محمد بن اسحاق : كانت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث ( أنها أتيت حين حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لها : إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع إلى الأرض فقولى : أعيذه بالواحد ، من شر كل حاسد ، من كل برعاهد وكل عبد رائد ، يذود عنى زائد ، فإنه عند الحميد الماجد حتى أراه أتى المشاهد ، وآية ذلك : أنه يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام ، فإذا وقع فسميه محمد.فإن إسمه فى التوراة أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض. وإسمه فى الإنجيل أحمد يحمده أهل السماء وأهل الأرض . وإسمه فى القرآن محمد ) .ثم لما وضعته رأت تأويل ذلك فقالت :( لقد علقت به – فما وجدت له مشقه حتى وضعته ، فلما فصل منى ، خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق إلى المغرب ثم وقع إلى الأرض متعمدا على يديه. ثم أخذ قبضة من التراب فقبضها ورفع رأسه إلى السماء وخرج معه نور أضاءت له قصور الشام وأسواقهاحتى رؤيت أعناق الإبل ببصرى رافعا رأسه إلى السماء ) .وقال عثمان بن أبى العاص: حدثتنى أمى : أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ولادته ، قالت : فما شىء أنظره فى البيت إلا نور وإنى نظرت إلى النجوم تدنو حتى إنى لأقول : ليقعن على .وقالت الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف : أنها كانت قابله الرسول صلى الله عليه وسلم وأنها اخبرت حين سقط على يديها واستهل سمعت قائلا يقول : يرحمك الله ، وإنه سطع منه نور رئيت منه قصور الروم .وحكى الرواة عن العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم مختونا مسرورا . قال : فأعجب جده عبد المطلب وخطى عنده وقال : ليكونن لإبنى هذا شأن فكان له شأن.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كرامتى على الله أنى ولدت مختونا ولم ير سوأتى أحد " .وقال البيهقى :أنبأت الرواة عن أبى الحكم التنوخى قال : كان المولود إذا ولد فى قريش دفعوه إلى النسوة من قريش إلى الصبح يكفأن عليه برمة ، فلما أصبحن أتين فوجدن البرمة قد إنفلقت عنه بإثنتين ووجدنه مفتوح العينين شاخصا ببصره إلى السماء . فأتاهن عبد المطلب فقلن له ما رأينا مولودا مثله ، وجدناه قد إنفلقت عنه البرمة ووجدناه مفتوحا عينيه وشاخصا ببصره إلى السماءفقال : أحفظنه فإنى أرجو أن يكون له شأن ، أو أن يصيب خيرا ، فلما كان اليوم السابع ذبح عنه ودعا له قريشا فلما أكلوا قالوا : ياعبد المطلب أرأيت إبنك هذا الذى أكرمتنا على وجهه ما سميته ؟قال : سميته محمداقالوا : فما رغبت به عن اسماء أهل بيته ؟قال : أردت أن يحمده الله فى السماء وخلقه فى الأرض **************************
أثر مولد رسول الله على كسرى وقصرهقال الحافظ أبو بكر فى كتاب (هواتف الجان) :عن مخزون بن هانىء المخزومى عن أبيه قال : لما كانت الليلة التى ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة ، وخمدت نار فارس ــ ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ــ وغاضت بحيرة ساوة . وقال : ( رأى الموبزان ــ وزير الحربية عندهم ــ أن إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت فى بلادهم ) .فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك وجمع مرازبته وقص عليهم رؤيا الموبزان ، وحدثهم عن تصدع القصر ، وآتاهم خبر خمود النار ، فازداد الملك هما بهم ، ثم كتب : ( من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر أما بعد : ................................فوجٍه إلىّ برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه .)فوجه ـ أرسل ـ إليه بعبد المسيح بن عمرو بن حيان بن نفيلة الغسانى .فلما ورد عليه قال له :" ألك علم بما أريد أن أسألك عنه ؟ " فقال : لتخبرنى أو ليسألنى الملك عما أحب ، فإن كان عندى منه علم وإلا أخبرته بمن يعلم .فأخبره بالذى وجه به إليه فيه .قال : علم ذلك عند خال لى يسكن مشارف الشام يقال له سطيح .قال : فائته فاسأله عما سألتك عنه ثم ائتنى بتفسيره .* * *فخرج عبد المسيح حتى انتهى إلى سطيح ، سلم عليه فلم يرد سطيح جوابا ، فقال له عبدالمسيح شعرا ، فرفع سطيح رأسه يقول :عبد المسيح ، على جمل مشيح ، أتى سطيح ، وقد أوفى على الضريح ، بعثك ملك بنى ساسان لارتجاس الإيوان ، وخمود النيران ، ورؤيا المو بزان . رأى إبلا صعابا ، تقود خيلا عرابا ، قد قطعت دجلة ، وانتشرت فى بلادها ، يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة ، وظهر صاحب الهراوة ، وفاض وادى السماوة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وخمدت نار فارس ، فليس الشام لسطيح شاما ، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات ، وكل ما هو آت آت . ،ثم قضى سطيح مكانه فنهض عبد المسيح ينشد شعرا ، ورجع إلى كسرى فأخبره بما قال سطيح .فقال كسرى : إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا كانت أمور وأمور .فملك منهم عشرة فى أربع سنين ، وملك الأربعة الباقون إلى خلافة عثمان رضى الله عنه ***********************
آيات النبوة منذ الصغركانت ترضعه حليمة بنت أبى ذوئيب السعدية ، وإخوته من الرضاعة هم : عبد الله بن الحارث ، وأنيسة ، وحذافة وهى الشيماء .قالت حليمة : قدمت مكة فى نسوة من بنى سعد نلتمس الرضعاء فى سنة شهباء ومعى صبى لنا ، وشارف لنا وما ننام ليلتنا ،وما نجد فى ثديى ما يغنيه ولا فى شارفنا ما يغذييه ، ولكنا كنا نرجوا الفرج .فلما قدمنا مكة فما بقى منا أحد إلا عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكرهته ، فقلنا : إنه يتيم ، وإنما يكرم الظئر ( المرضعة ) ويحسن إليها الوالد ، فقلنا : ما عسى أن تصنع بنا أمه أو عمه أو جده ، فكل صواحبى أخذ رضيعا ، فلما لم أجد غيره ، رجعت إليه وأخذته ، والله ما أخذته